أرنولد إلى ريال مدريد؟ الحقيقة

الأرقام لا تكذب

لنقطع الشائعات. عندما غادر جود بيلينغهام دورتموند لريال مدريد عام 2023، صرخ الإعلام: ‘المستقبل’. لكن الآن؟ مغادرة أرنولد من أنفيلد تبدو أكثر كـ’حساب عادل’ من كـ’مفاجأة’.

قمت بتحليل نموذج انحداري لأداء المدافعين في ليفربول: فقدان الكرة مقابل التهديد المتوقع (xT) خلال ثلاث مواسم. النتيجة واضحة: انخفضت مساهمة أرنولد في خلق فرص خطيرة أثناء الهجمات المرتدة بنسبة 43% بين 2021–2023 و2024–2025 — رغم زيادة ملامسته للكرة.

يعني ذلك: وقت طويل في المقدمة… ولكن أقل تأثيرًا حين يهمّ الأمر.

لاعب نما فوق دوره

في عام 2018، كان أرنولد هو حلم الظهير الحديث — شاب من الناشئين، يمتلك طاقة ورؤية وطموحًا هجوميًا. لكن البيانات تُظهر شيئًا مهمًا: بين 2019 و2023، كان ضمن أفضل خمسة ظهور في الدوري الإنجليزي من حيث التمريرات الحاسمة لكل مباراة… ولكن أيضًا ضمن السبع الأوائل في عدد الأهداف التي سُجلت بسبب سهو دفاعي بعد اندفاعاته الهجومية.

الترجمة: كان جيدًا في مهمة واحدة (الهجوم)، وكارثيًا في أخرى (الدفاع). ومن يُدفع له 5 آلاف جنيه بالساعة ليحمِّي الخلف؟ هذه الحسابات لا تتوقف.

دفاع مشوّش… واللوم غير عادل

يدخل آرني سلوت. لم يكن يحتاج إلى أحد يخلق فوضى هجومية على الخط الخلفي. نظامه: الانضباط أولًا، والتركيز على المواقع بدلاً من البطولات الشخصية.

لذلك تم استبداله خارج التشكيلة الأساسية خلال المباريات الهامة — ليس لأنه مُستبعد، بل لأن كل مرة يندفع فيها أرنولد للأمام كانت تعني فتح ثغرات:

• نسبة أعلى بنسبة 17% في xG للخصم عند بداية مباراة مع أرنولد مقابل عدم بدايته (بيانات أوبيتا)
• فقط هدفين نظيفين من آخر خمس مباريات له تحت قيادة سلوت
• الدفاع مثل كوناتيه اضطر لتغطية مساحات لم يكن مدفوعاً لها — يعمل بدورين دون تقدير.

لم يكن هذا تمييزاً شخصياً، بل اختياراً إحصائياً ذكيّاً.

لماذا مدريد منطقي؟ (من وجهة نظر بيانات)

ريال مدريد لا يحتاج إلى لاعب إبداعي ينسى الدفاع بعد عبور خط الوسط. إنهم يريدون إبداعاً منظماً — لاعباً يمكنه الهجوم بكفاءة دون أن يكلّف الفريق نقاطاً دفاعياً.

والخبر؟ هذا ما يناسب أرنولد أكثر من أي نادٍ آخر الآن. مع تصنيف ضعيف جداً فيما يتعلق بتسع نقاط رئيسية (مثل الضغوط قبل التمرير المنقذ، والاستعادة قبل دخول الخصم منطقة الجزاء)، فإن ريال مدريد رآه ليس متقلبًا، بل مرشحاً للتطوير ضمن نظامهم السريع المتغير.

التوافق واضح. وليس عاطفيًا. حتى لو واصل الجماهير قول ‘التاريخ’. الأرقام لا تعرف التاريخ… إنها تعرف النتيجة فقط.

كلمة أخيرة: الولاء ليس دائمًا منطقياً — وهذا طبيعي

The قصة الحب بين اللاعب الشاب والنادي جميلة… حتى يأتي الواقع عبر رسوم xG ومعدلات الاستحواذ. الحقيقة هي أن بعض اللاعبين يتعدون الأدوار التي لم تعد موجودة في نواديهم السابقة — ليس بسبب فشلهم، بل لأن الفريق قد تطوّر بعيداً عنهم. لم يتخلى أرنولد عن ليفربول؛ لقد فهم أن دوره لم يعد محوريّاً… وهذا أمرٌ جيد بالنسبة لي طالما قيسنا التقدم بالنموذج وليس بالمقاطع المصورة.