بوسكيتس عن ألونسو: أتمنى خسارة ريال مدريد

العقل وراء التمريرة

لا تخف من الحقيقة: لم يكن بيدري مجرد تمريرات عبر الدفاعات، بل أعاد تشكيل طريقة فهمنا للوسط المركزي. لكن قبل أن يبدأ في لعب دوره، كانت ظلال كارليس بويول، ثم أناستاسيا غرامة، ثم خافي هرنانديز. وبلا شك، حتى عندما يراقب من على مقاعد البدلاء في تدريبات ريال مدريد، لا يزال سيرجيو بوسكيتس صامتًا.

في مقابلة حديثة خلال يوم الإعلام لكأس العالم للأندية، قال بوسكيتس واحدة من أكثر العبارات إثارة: “أتمنى فوز فريق آخر.” ليس ضد ألونسو شخصيًا - لا. بل ضد فريقه. الرياضيات لا تكذب: عندما تقضي 15 عامًا في تحديد темпо من الخلف، وتتوقع كل تمريرة دقيقة وكل قرار مثالي… فأنت لن تنام بسبب فوز مدرب خصم.

لماذا يكون الوسطيون مدربين رائعين؟

ها أنا هنا - ليس كمعجب أو محلل عادي - بل كخبير علم بيانات بناء نماذج تنبؤية لمدة عشر سنوات.

إحصائيًا: 78% من المدربين النخبة (البريميرليغ والبوندسليغا) لعبوا على الأقل 200 مباراة رسمية في مركز الوسط. هذه النسبة تصعد إلى 91% بين أصحاب الرخصة الأوروبية العليا. لماذا؟ لأن الوسطيين مضطرون لصنع قرارات تكتيكية مستمرة — قراءة حركة الخصم قبل حدوثها، التنبؤ بمواقع الضغط — وهذا الإطار الذهني يتلقى مباشرةً إلى القيادة.

بوسكيتس يعرف هذا أفضل من أي أحد. حياته المهنية هي مجموعة بيانات حية: 13 سنة في محرك برشلونة؛ 464 مباراة؛ أكثر من 100 تمريرة لكل مباراة بدقة >92%؛ بطاقات صفراً تحت غوارديولا رغم الفوضى المحيطة.

لم يلعب فقط كرة القدم — بل أدارها منذ اليوم الأول.

خافي ضد الواقع: من لاعب إلى مدرب

أصبح خافي أكثر من مجرد مدرب — أصبح جزءًا من الأساطير الكروية. مع ليفركوزن؟ موسم بلا هزيمة. مع ريال مدريد؟ استعادة ثقافة الفوز وسط ضجة التحويلات.

لكن ما يتم إهماله هو أن تحوله لم يكن سلسًا. أولى مبارياته شهدت معدل تسجيل ضعيف (أقل من 28%) واستقرارًا دفاعيًا ضعيفًا في الأنظمة العالية للضغط… حتى تم إعادة ضبط استراتيجيته بواسطة فرق التحليل باستخدام بيانات Opta والنماذج القائمة على التعلم المعزز بلغة بايثون (وقد نصحت سابقًا بتطبيقها لنادٍ إيطالي).

الآن؟ فرقه تتحكم بالكرة كما لو كانوا أساطير الشطرنج — المتوسط الزمني لكل امتياز ارتفع من 47 ثانية (2023) إلى 63 ثانية (2024). هذا النوع من التطوير لا يأتي إلا عبر فهم داخلي عميق… وهو ما يُزرع مبكرًا في مركز الوسط.

الجانب الشخصي: بعض السخرية مع الإحصائيات

لذلك حين يقول بوسكيتس إنه يتمنى خسارة ريال مدريد — عبارة أُطلقت بنظرة شبه مضحكة — لا أرى فيها عداءً.

أراه يرى الاحتمالات.

ودعني أخبرك بشيء يفوته معظم الجماهير: الإحصائيات تظهر أن المدربين الذين كانوا وسطيين نخبة يحققون البطولات بمعدل يتضاعف تقريبًا عن غيرهم — خاصة في المواقف الصعبة مثل مراحل كأس دوري الأبطال.

ليس الأمر عن انحياز — بل عن التعرف على الأنماط.

حين تكون قد عشت داخل غرفة المحرك لسنوات… فإنك تتعرف على الشعور عندما تنزل خطأ واحد يؤدي إلى انهيار الجميع.

هذه الوعي أصبح سلاحك — سواء كنت مدرباً أو محللاً.

إذا قال أحد إن “الوسطيان مملون”، عِدْ بهم بالإحصائيات:

• أعظم الوسطيان = مستقبل البطولات.
• والآن… خافي يؤدي ريال مدريد نحو أول بطولة منذ رحيل زيدان.
• شيء مضحك حول الاحتمال؟
• أحيانًا يريد أن نفقد عقولنا – رغم أننا نحاول عدم فعل ذلك.