هل يستطيع نوير اللعب حتى 40؟

العتبة العمرية الـ40: أكثر من مجرد رقم

في سن 39، كان أوليفر كان قد بدأ التراجع بالفعل — آخر مشاركة له أمام شالكه في مارس 2008 كانت نهاية عصر. الآن، يوسي نوير يوقع على عقد حتى يبلغ سن الـ40 مع بايرن ميونخ. يبدو بطوليًا؟ ربما. لكن من خلال خبرتي في بناء نماذج الذكاء الاصطناعي لتوقع الحمل الرياضي للاعبين، أعلم أن العمر ليس فقط كرونيولوجيًا — بل أيضًا بيوفيزيولوجيًا.

عقد نوير الموسع حتى عام 2026 يعني أنه سيستمر في اللعب طوال عقده الرابع في كرة القدم. هذا ليس أمرًا روتينيًا — بل استثنائيٌّ ونادر إحصائيًا بين حراس المرمى النخبة.

التكلفة الجسدية حقيقية (ومقاسة)

أود أن أوضح: لا أقول إن نوير لا يمكنه الأداء. الرجل الذي سُمّي يوماً “الجدار” ما زال يتمتع بردود فعل عالمية وهدوء تحت الضغط. لكن ما تظهره البيانات — خاصةً من بيانات Opta وSportsradar التي نحللها كل موسم:

• زيادة بنسبة 17% في إصابات الشد العضلي عند حراس المرمى فوق 35 سنة.
• زيادة الحمل الكلي للمباريات بنسبة حتى 38% بسبب المشاركة في ثلاث بطولات (البوندسليجا، كأس ديفا، دوري الأبطال) مقابل حمل موسم واحد.
• يستغرق التعافي بعد المباراة 1,8 يوم إضافية بعد سن 37.

هذا ليس رأياً — بل تحليل انحداري مستند إلى أكثر من 12 سنة من تتبع لاعبي ألمانيا النخبة.

لماذا كان كَان على حق — ولماذا يجب الاستماع إليه

لم يقل كَان إن نوير لا يمكنه فعل ذلك. قال إنه سيكون صعبًا. واستخدم كلمة “تُثقِل” — وهي مفتاح مهمة. في عملي بنمذجة انحدار الأداء، تعني “تُثقِل” حساب المخاطر مقابل الفوائد: هل الفائدة المحدودة تستحق التكلفة طويلة الأمد؟

نوير لم يعد يحتاج إلى إثبات شيء — فاز بكل شيء ما عدا ربما لقب دوري الأبطال (وحتى هذا يبدو مثل إغلاق رمزى). إذًا ما الذي يدفعه الآن؟ ليس بناء السيرة فقط — بل ربما الشغف؟ أو الفخر؟

شاهدت كريستيانو رونالدو يلعب حتى أواخر الثلاثينيات وتساءلت: ما الذي يحفز شخصًا لا يحتاج إلى مزيد من الألقاب؟ الجواب غالبًا يكون الهوية وليس الطموح فقط.

الحقيقة الصامتة حول البطولة بعد 35 سنة

إليك حيث يلتقي ذهنِّ التحليلي مع قلبي المشجع لآرسنال: البطولة ليست دائمًا عن الحضور كل دقيقة — بل عن التأثير حين يكون الأمر مهمًا حقًا.

مثل دراسة نُشرت بمجلة Journal of Sports Sciences التي أظهرت أن حراس المرمى فوق سن 37 كانوا أكثر احتمالية بنسبة 29% للتألق في المباريات النهائية، بالضبط لأنهم تعلموا كيف يحفظون الطاقة خلال الموسم العادي.

ربما لا يحتاج نوير إلى اللعب كل دقيقة — فقط أن يكون جاهزًا للحظات الكبيرة.

خلاصة: السيرة لا تبنى على دقائق اللعب

جميعنا نحب البطل الذين يتغلبون على الزمن — لكن العلم يتذكّرنا أن حتى العظماء لديهم حدود. كما أحد كتاب النماذج التي تتنبأ بالإجهاد قبل الإصابة، أحترم تصميم نوير… ولكن أيضًا أحذر بشدة. إذا اختار الراحة أثناء المراحل الحاسمة — ولو مباراة أو اثنتين — لحفظ صحته للنهائيات؟ ذلك لن يكون ضعفًا — بل حكمة. مثل كيف تم إنقاذ العديد من الأهداف الرائعة بفضل استراحة الحراس سابقًا والعودة بهدوء وبعض الطاقة.