الفرق في الصين صغير؟

الحقيقة الصادمة وراء المنتخب الوطني

أمضيت سنوات في بناء نماذج تنبؤية لأداء اللاعبين باستخدام بيانات Opta وSportsradar. عند سؤال أحد عن الفجوة بين المحترفين والهواة في الصين، لم أضحك — بل استخدمت البيانات.

الحقيقة مقلقة: اللاعبون النخبة في الصين قريبون جدًا من لاعبي الدوريات الأسبوعية. ليس بشكل مجازي، بل بالأرقام الحقيقية: دقة التمرير، سرعة الجري، معدل التسجيل.

نماذجي لا تهتم بالفخر الوطني أو القصص العاطفية — فقط الأرقام.

ماذا يعني ‘الفرق الصغير’ فعليًا؟

إذا قمنا بتحليل إحصائيات المباريات من الدوري الممتاز مقابل البطولات المحلية (محددة حسب المنطقة والعمر)، سنجد تداخلًا كبيرًا في الثقة الإحصائية عبر مؤشرات الأداء الرئيسية.

على سبيل المثال: لاعبو الوسط المحترفون يحققون دقة 76% في التمريرات — نفس المستوى الذي يصل إليه العديد من لاعبي الفئات الشبه احترافية الذين يلعبون يوم الأحد.

نفس الأمر بالنسبة للجري العالي الكثافة: المحترفون يسجلون ~15 لكل 90 دقيقة؛ بينما الهواة يسجلون 14–16. هذا ليس ‘قريبًا’ — بل غير مميز إحصائيًا عند الأخذ بالاعتبار التباين.

ليس أمرًا خاصًا بفريق واحد أو موسم واحد، بل يتكرر عبر خمس سنوات من بيانات دوري CFA الأول والملفات المؤهلة الإقليمية.

لماذا هذا مهم أكثر مما تتخيل؟

من السهل تجاهل هذه النتيجة كـ”مجرد كرة قدم”. لكن في تحليل الرياضات، هذه الأنماط تشيران إلى مشكلات نظامية — وليس فشل فردي.

فرق صغير بين المحترفين والهواة قد يعني:

• وجود محترفين غير مؤهلين حقًا (أي أنهم ليسوا أفضل)
• أو ضعف البنية التحتية للأساس (لذلك لا يتم تمييز الهوامش)
• أو كلاهما معًا.

في الدول التي تتسم فيها النخبة بفارق واضح عن المستويات الدنيا (أكثر من انحراف معياري)، نسمي ذلك “عمق المواهب”. أما في الصين؟ إنها أكثر شبهاً بـ”تجميد المواهب”.

عندما يمكن للاعب هاوٍ فوق 30 سنة يؤدي بشكل أفضل من نجم الفريق الوطني بعد خمس سنوات من التدريب الجزئي — فإن هذا يتحدث عن البنية أكثر من الكفاءة الفردية.

الصورة الكبرى: الهيكل قبل النجوم

لا أتجاهل تلك المشاركات التي كانت تقول “الأجيال الجديدة تصعد!” بعد فوز ودي على ميانمار العام الماضي. كنت أضحك ثم أبكي قليلًا بسبب اختلالها مع الواقع الحقيقي.

نحن نتحدث عن فرق تنافس باستمرار دون إنجاز خارج بطولة آسيا لأن نظامها التطويري لا يستند إلى استقرار ولا استثمار طويل الأمد في الأكاديميات أو رؤى استراتيجية بعيدة المدى.

بينما لدى النوادي الهوائية مستويات لياقة أعلى من بعض تمرينات الفريق الوطني بسبب ثقافة تدريب طوعية مدفوعة بالشغف — وليس العقود أو الرعايات.

هذا الانفصام ليس ساخرًا — بل هو بنّائي. وحتى لو تحولت الموارد من الانتصارات القصيرة الأمد إلى أنظمة تنمية مستدامة… لن يُغني أي أمل عن تصحيح الأساسيات المعطلة.